تستفيد بعض الأشياء من الصدمات، فهي تزدهر وتنمو عند التعرّض للتقلبات والاضطرابات والضغوط، تنمو في أجواء المغامرة والمخاطرة واللايقين، ورغم شيوع هذه الظاهرة في كلّ مكان، إلا أنّه ما من كلمة تصف نقيض كلمة هَش، لذا دعونا نطلق عليها "مضاد الهشاشة". يتجاوز مفهوم تضاد الهشاشة مفاهيم المرونة أو القوة، فالمرونة تتضمن مقاومة للصدمات وحفاظاً على الحال، أما تضاد الهشاشة فهي تعني حالاً أفضل؛ تقف هذه الخاصية خلف كلّ ما يتغيّر مع الزمن من: تطور وثقافة وأفكار وثورات وأنظمة سياسية وابتكارات تكنولوجية ونجاحات اقتصادية وسياسية وحتى استمرارية الشركات ووصفات الطعام الجيدة (مثل حساء الدجاج أو شريحة اللحم مع كونياك) كما صعود مدن وثقافات وأنظمة شرعية وغابات استوائية ومقاومة بكتيرية... حتى وجودنا كنوع على سطح هذه الكوكب، كما يحدد تضاد الهشاشة الحدّ الفاصل ما بين هو حيّ وعضوي (أو معقّد) مثل الجسم البشري، وما هو خامل مثل الأداة الجامدة كالدبّاسة على مكتبك على سبيل المثال. يُحبّ مضاد الهشاشة العشوائية واللايقين، وهو ما يعني أنّه واقع في هوى حبّ الأخطاء، أو فئة منها على الأقل، ولدى تضاد اله...
مترجم كتاب سيكولوجية المال وعشرات الكتب المؤثرة | كاتب سيناريو | للتواصل واتساب 963988821134