يحارب كلّ إنسان في العالم أحداً ما، وتجد
إنساناً أقل شأناً من الآخر، ولا وجود للحبّ والاحترام والفكر، فكلّ فرد يريد أن
يصبح ذا شأن؛ يريد عضو البرلمان أن يصبح رئيسه والوزير أن يصبح رئيس وزراء وهكذا
دواليك.
هناك قتال مستمر ومجتمعنا مبني على الكفاح
المستمر للإنسان ضد أخيه الإنسان، ويدعون هذا الكفاح طموحاً. يقولون لك: يجب أن
تكون طموحاً وذا شأن، أو عليك أن تتزوجي رجلاً غنياً، أو يجب أن تراعي اختيار
أصدقائك. أي أنّ الجيل الأكبر سنّاً يحاولون أن يجعلوك مثلهم رغم ما يعتريهم من
هلع وما تعج به قلوبهم من قبح، والمفارقة أنّك تريد أن تصبح مثلهم لأنّك مفتون
بالمظاهر من حولك، فأنت تشاهد بانفعال كيف ينحني الجميع عندما يدخل الحاكم مجلساً
ما.
لذا من المهم جداً إيجاد المهنة المناسبة، وأقصد بالمهنة
أمر تحبّ فعله، ويجب أن يكون هذا أمراً طبيعياً، فبعد كلّ شيء هذه هي الوظيفة
الحقيقة للمدرسة، أي مساعدتك على تكوين شخصيتك بصورة مستقلة بحيث لا تكون طموحاً
وتعرف كيفية إيجاد المهنة الأنسب لك، لكنها تشجع الطموحين والإنسان الطموح لن يجد
مهنته الصحيحة أبداً.
إنّ العمل في مهنة تناسب شخصيتك بصورة مثالية لا يمت
للطموح بصلة، فأنت تفعل ما يمليه عليه تفكيرك وحبّك لعملك فلا تكترث بما يفعله
الآخرون ولا تخف من المقارنة.
من كتاب لا تصدق الكذبة من تأليف كريشنامورتي وترجمة كنان القرحالي