بقلم: كريستا تيبت
ت: كنان القرحالي
تقدّمَ جون كابات زين (Jon
Kabat-Zinn) نحو التأمل
أثناء دراسته للبيولوجيا الجزيئية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، وهو يقول
بأنّ العلماء هم أفضل المتأملين لأنّ مصدر راحتهم هو معرفة ما لا يعرفونه سابقاً.
بالنسبة له فالتأمل طريق للمعرفة وللتوفيق بين طاقاتٍ تعايشت مع بعضها بصعوبةٍ في
طفولته في ظلّ والده العالِم وأمه الرسامة، وقد وصل إلى شعورٍ بأنّ ما تعلّمه يجب
أنْ يكون في متناول الجميع وأنه يجمع بين العلاج من الأمراض والإجهاد والتوتر، وقد
أنشأ في الثمانينات ما دُعي بتنبيه الذهن على أساس الحد من التوتر ( Mindfulness Based Stress Reduction) مما ساهم في تحوّل الطب الغربي الذي كان ما
يزال في طور التكشف.
’’ما تُقدمه هذه التقنيات النفسية الداخلية لنا هي فرصةٌ
للعودة باستمرارٍ إلى أعمق وأفضل ما بداخلنا، وهو ما لا تحتاج لارتياد جامعاتٍ مثل
هارفارد أو تعمل لعشرين عام في المزارع كي تصل إليه، فأنت تملكه أساساً، والجسد
يُمثل جزءاً كبيراً منه؛ وهكذا فالتمارين الذهنية سواء كنت تؤديها بشكلٍ منتظمٍ أو
تمارس التأمل بوضعية الجلوس أو الاستلقاء وتجري مسحاً للجسم أو تقوم بتمارين
اليوغا الذهنية، فالممارسة الحقيقية هي أن تعيش حياتك كما لو أنّ لكلّ لحظةٍ فيها
أهميتها الكبرى. إنّ الممارسة الحقيقية هي الحياة نفسها وبكل ما لدينا من حواسٍ من
سمعٍ ونظرٍ وشمٍّ وتذوقٍ ولمسٍ ويمكننا القول أيضاً التفكّر.‘‘
من كتاب أن تكون حكيماً