تدور هذه المغالطة حول هدر المال بلا طائل، فالكثير من الناس يميل إلى الاستمرار في مشروع ما رغم فشله بذريعة أنهم صرفوا الكثير من الوقت والمال والطاقة فيه، وأنهم لن يستسلموا رغم عدم وجود أي إثارة في العمل أو ربح واضح في المدى المنظور.
إن هذا قد يحصل في مجال التسويق، فقد يصرّ أحدهم على رؤية تسويقية ما ويبذل الكثير من المال والجهد لكنه لا تؤتي ثمارها ومع ذلك يستمر فيها كنوع من الأنا وعدم تقبل الهزيمة، ويمتد الأمر إلى حقول أخرى ونراه في حالات الزواج البائسة فقد يستمر زوجان في حياتهما الزوجية الفاشلة رغم انعدام شرارة الحب بينهما ورغم الجحيم الذي يعيشانه. وفي المجال المالي حيث يبقي المستثمرون على الأسهم التي تفقد قيمتها، ولا يقف الأمر عند الأشخاص إنما تقع الدول أيضًا ضحية هذه المغالطة، وعلى سبيل المثال خسرت بريطانيا وفرنسا المليارات على صناعة طائرة الكونكورد الخارقة للصوت، ورغم معرفتهما بعدم جدوى المشروع استمرت الدولتان في ضخ المليارات بسبب الكبرياء القومي، وهذا ما فعلته الولايات المتحدة عندما غاصت في مستنقع حرب فيتنام.
لذلك لا تتردد في إيقاف أي مشروع أو سلوك لا يعود عليك بالنفع ويهدر أموالك وجهدك ووقتك بلا طائل، وبعبارة أخرى: احتفظ بمالك المتبقي لمشروع آخر أفضل وأجدى.
من كتاب خلاصات المكتبة
فن التفكير بوضوح - رولف دوبلي