من كتاب الحياة ليست سينما
اختيار وترجمة كنان القرحالي للمفكر العظيم كرينشامورتي
إنّ الحياة دون حبٍّ صحراء قاحلة، ودون الحبّ لا معنى
للطيور ولا لبسمة النساء والرجال ولا للجسر فوق النهر ولا للبحارة ولا للحيوانات؛
دون حبٍّ ما الحياة إلا مستنقعٌ ضحلٌ؛ ففي النهر العميق نجد الغنى والتنوع حيث
يمكن للأسماك العيش، فيما يجف المستنقع الضحل بفعل أشعة الشمس القوية، ليبقى الطين
والأوساخ.
------
الحبّ أمرٌ جديدٌ، منعشٌ، حيٌّ، لا يعرف ماضٍ ولا مستقبلَ، إنّه أبعد من
اضطرابات الفكر، وحده العقل البريء هو من يعرف ماهية الحبّ.
----
إذا وُجِدَ الحبّ لن يكون هناك تعلّقٌ، وإذا وُجِدَ
التعلّق لن يكون هناك حبٌّ، أي أنّ وجود الحبّ يتم بنفي وجود غيره، وهذا ما يعني
في حياتنا اليومية: عدم تذكّر أي شيء قالته زوجتي أو حبيبتي أو جاري، لا ذكرى
أحملها لأي أذية، لا تعلّق للصورة التي أحملها عنها، فقد كنتُ متعلّقاً بالصورة
التي أنشأها فكري عنها، أنّها قد تسبّبُ إيذائي أو إزعاجي أو أنّها قد منحتني
الراحة الجنسية وغيرها الكثير من الأمور التي أنشأ فكري صورةً عنها، والتي بدوري
تعلّقتُ بها، وبهذا يكون التعلّق قد زال.
----
هل يمكن أن يحظى إنسانٌ مشغولٌ بنفسه بالحبّ، لا بهذا
المنحى فحسب إنما بتعريف نفسه بالبلد أو الدين أو النشاط الاجتماعي؟ بالتأكيد لا،
ومع ذلك إنّه فخٌ وقعنا به، فهل لنا أن نكون واعين لهذا الفخ، واعين حقاً له لا
بسبب وصف أحدهم له إنما التحلي بوعيٍ حقيقيٍ له بحيث لا نقع فيه؟ تكمنُ هنا الثورة
الحقيقية، لا حماقة ثورات القنابل والتغيّرات الاجتماعية، رغم أنّ التغيّرات
الاجتماعية ضرورية أما القنابل فهي ليست كذلك.
-----

-----
إذا وقعتَ في حبّ شيءٍ، لن تملّه أبداً، وأعني الحبّ
الخالي من السعي خلف نتيجةٍ، إذ لا تبغي نتيجةً منه؛ عندما تحبُّ شيئاً، لن يكون
الأمر تحقيقاً للذات، لذا لن يكون هناك خيبة أملٍ، ولن يكون هناك نهاية.
----
عندما يكون هناك حبٌّ في قلبك، في عينيك، في دمائك، في
وجهك، أنتَ إنسانٌ مختلفٌ.
----
لا يمكنكَ تجربة الحبّ، إذ سيكون هذا نشاطاً واعياً
منطلقاً من "الأنا" والتي تأمل نتيجةً ما من هذا الحبّ.
----
لا يمكن للحبّ أن يأتي لأولئك الذين ينتظرونه، أو أولئك الذين يرغبون بأن
يُعرَّفوا به.
-----
لا
شيء سيشغلُكَ إنْ وُجِدَ الحبّ، ستتمتعُ بالنعيم حيثما حللتَ، وستعرف
كلُّ مساعيك نهايةً لها.