التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ملخص كتاب حياة أجمل من فضلك

حياة أجمل من فضلك

المسار الذهبي لتحقيق ذاتك

More Life, Please!
The Performance Pathway to a Better You
كريستيان ماركولي وتارينا واجشال

ت: م. كنان القرحالي

  

نريد جميعًا تأسيس عائلة، لكننا لا نتعامل مع مؤسسة الزواج كما نتعامل مع المؤسسة التي نعمل فيها؛ مع أن مؤسسة الزواج هي العمل الأهم. علينا أن نبذل جهداً ليكون منزلنا جنتنا الأرضية الصغيرة حيث العطاء والدعم والدفء والحنان، وهذا لن يكون دون قيم وأخلاقيات عليا ونوايا سليمة وأفعال نبيلة تجعلنا الأفضل في عيون من حولنا.

 

سنتعرف في هذا الكتاب على نموذج مكوّن من ستة مفاتيح رئيسية تأخذ بيد المحترفين وتساعدهم على تحقيق النجاح والازدهار في حياتهم الخاصة، وتضفي على منزلهم الحيوية وتعزز فيه روح الأمن والسلام، ليصبح المنزل ملاذهم الآمن في أوقات الرخاء والشدّة على حدّ السواء.

هذه المفاتيح تشرّع أبوابًا أوصدها الكثير من المحترفين لصالح نجاحهم المهني غافلين عن أن النجاح الأسري والمنزلي لا يقل أهمية عن النجاح المهني، وأن التوازن سيختل دون إيلاء الاهتمام الكافي لجوانب حياتنا الأخرى خارج العمل.

 

لمحة عن مفاتيح الحياة العائلية

الشغف تجاه عائلتك يعني أن تضعها في أعلى سلم أولوياتك، فلا تهملْ التزاماتك تجاهها، وشاركْ أفراد عائلتك لحظات نجاحك، وخطِّطْ لحياتك؛ وهذا لن يتم دون الدقة في حياتك الخاصة من خلال بناء منظومة منزلية متماسكة واكتساب المهارات التي تلزم لعيش حياة منزلية سليمة؛ ثم يأتي دور الإدراك ليكون القوة الأساسية التي تمكن عائلتك من الاستفادة من الحب والدعم الضروري لتنمية الذات والانطلاق بها بعيدًا في مسالك النجاح؛ وبدون السلام وراحة البال فلا معنى لأي شيء، وتنبع راحة البال من الوعي والتعاطف الذاتي، ولا بدّ لحضورك القوي في منزلك أن يقترن بسلوك طبيعي بعيد عن التصنّع أو المجاملة، وهنا على خلاف العمل لا بديل عن التصرّف بانسجام مع طبيعتك الحقيقية؛ ولكي تجمع النقاط السابقة لا بدّ من المثابرة التي تنطوي على دمج الروتين والعادات بما يخدم الأنشطة العائلية اليومية ويغذيها بالحبّ والمودة.

 

لا حصاد بلا حراثة

يركّز الكثير من المحترفين على عملهم ويشعرون بأنهم لا يستطيعون تكرار نفس مستوى الإنجاز في حياتهم العائلية، لكن شعورهم هذا طبيعي إذ لا يمكن أن ينمو حقل ما بلا رعاية.

يشرح المؤلف وخبير السلوكيات "كريستيان ماركولي" في هذا الكتاب أن الحياة المنزلية والأسرية لن تنجح بطريقة سحرية، إنما تتطلب نفس التركيز والالتزام الذي تبذله في حياتك المهنية.

 

نموذج حياتي جديد

قد يقودك الانغماس في العمل إلى التواري عن أنظار أسرتك وأصدقائك، وهذه سمة حياة كبار المسؤولين التنفيذيين رغم رغبتهم الشديدة في قضاء وقت خاص مع عائلتهم ومعارفهم.

لذا، يقترح هذا الكتاب نموذجًا حياتيًا جديدًا قائمًا على المفاتيح الست السالف ذكرها، وبفهم هذا النموذج ستجد الطاقة الكافية لتكون كما تريد في منزلك مهما ازدحم جدول أعمالك أو طالت قائمة مهامك.

نعم، الحياة المهنية مهمة، لكن لمَ لا تعمم نجاحك ليظلل منزلك أيضًا، فتعيش حياة أجمل من الناحيتين المهنية والشخصية؟!.

لنعد إلى المفاتيح الست لكن بمزيد من التفصيل:

 

المفتاح الأوّل: الشغف

لا شكّ أن الرغبة الغامرة في أداء مهمة معيّنة هي الوقود الدافع للمحرك المزدوج المكوّن من عنصري الإنتاجية والهدف، لذا عليك أن تشارك بشغف في حياتك العائلية، بضخ روح الحماسة والإخلاص التام لدورك كأب أو شريك أو صديق.

في الحقيقة، إن شغف المحترفين تجاه عملهم هو سبب نجاحهم المهني، فهم يعرفون أن النجاح المهني لا يتحقق دون الاستثمار الأمثل للوقت والطاقة والالتزام التام في العمل، لكنهم غالبًا ما ينسون أن الحياة الأسرية الناجحة تتطلب نفس السوية من الشغف، وتراهم ينفقون أغلب وقتهم في العمل لتنفد منهم احتياطات الطاقة. فإذا كنت من هؤلاء، فاعلم أنك عندما تنفق معظم قوتك الدافعة في العمل، فلن يتبقى لك سوى اليسير لتكرسه لعائلتك.

لكن كيف ستجد الشغف الكافي لحياتك الأسرية إذا لم يكن لقائمة مهامك وأعمالك نهاية، أو إذا كنت تعاني من انفصال عاطفي عن شريك حياتك؟

استعد شغفك تجاه عائلتك من خلال تذكر الأوقات الطيبة معها، والأنشطة والأحداث التي لا تنسى، وكفَّ عن النظر إلى منزلك وعائلتك كقائمة من المطالب والالتزامات التي لا تنتهي، وتصوّر منزلك ملاذاً آمنًا تلجأ إليه لترتاح من العالم الخارجي المضطرب، فهو جنتك الصغيرة الحافلة بالأشخاص الذين تحبهم ويحبونك.

فكّر بما يجعل عائلتك فريدة من نوعها، وحدد أولويات ترفع من سوية منزلك، شارك هذه الأفكار مع شريكك واستمع لرأيه، وحدد مواطن الخلل والضعف في منزلك وعلاقتك بأفراد أسرتك، ابحث عما يسرّهم من نشاطات أو اهتمامات، لكن قبل ذلك تساءل عن حدود عائلتك وقواسمها المشتركة، ثم دوّن موجز فلسفتك ورؤيتك العائلية، ولا تنسَ إشراك أبنائك إن كانوا في عمر يسمح بذلك، وراجع هذه الرؤية سنويًا، وطوّرها بما ينسجم مع التغييرات التي تعرفها حياتك العائلية.

إن هذه الرؤية تعكس مهمتك العائلية، وهي البوصلة التي ستبقيك على المسار الصحيح وتساعدك على ضخ الشغف في أنشطتك اليومية. وإذا تسنى لك إشراك أفراد عائلتك في المجالات التي تحبها افعل ذلك على الفور، مثلا: إذا كنت مغرمًا بالرياضة خطط لعطلة نهاية أسبوع رياضية مثل نزهة طويلة مشيًا على الأقدام، أو اصطحب العائلة لحضور حدث رياضي ما.

وإذا كنت ممن يحبون الطهي مثلًا، اسمح لأطفالك بوضع قائمة وخطة الطهي والمساعدة في إعداد الطعام، أي ركّز على بيئة منزلية تسود فيها المشاركة في الأنشطة التي تغمر الجميع بالسعادة والمودة والدفء.

 

المفتاح الثاني: المتابعة الدقيقة أو الدقة

وهذا يتم عن طريق اعتماد روتين وأنشطة تصبح إطارًا لحياة منزلية سليمة. وعلى عكس الاعتقاد الشائع، لا تأتي مهارات الأبوة والأمومة والشراكة بصورة طبيعية دائمًا، فخبرة الحياة الأسرية تتطلب نفس الدقة والجهد والتركيز والدراسة، التي تخصصها لإتقان مهاراتك المهنية.

كما أن التصوّر المسبق للتعامل مع الأزمات، آليةٌ فعّالة للتخطيط المسبق ووضع أفضل الخطط لمواجهة تحديات الحياة قبل وقوع الأزمات الخانقة والغرق في أوحالها.

سيؤدي البحث عن الأنشطة والعادات الإيجابية إلى نتائج إيجابية بطبيعة الحال؛ صحيح أن هذا لا يحدث بسهولة، لكن وضع حياتك وحياة عائلتك في مسار سعيد أمر يستحق بذل الجهد والتركيز، وبمجرد أن تصبح حياتك على هذه السكة، سيُثبت هذا الجهد جدواه وستحصد النتائج الطيبة على الصعيد الشخصي والعائلي.

عندما عادت زوجة جلين إلى العمل بعد ثلاثة أشهر من ولادة ابنتهما سادي، قرر جلين أن يصبح أبًا مقيمًا في المنزل، لكنه شعر بالوحدة ووقع في الحيرة في البداية، ثم ما لبث أن انضمّ إلى صالة ألعاب رياضية تقدّم رعايةً للأطفال وأصبح عضوًا في مجموعة دردشة عبر الإنترنت للآباء المقيمين في المنزل، وحين كرّس طاقته ليتعلّم إتقان دوره الجديد، تكيّف مع فكرة أنه الراعي الرئيسي لابنته، فانكب على دراسة مهارات تربية الأطفال وممارستها في محاولة منه ليصبح أفضل أب ممكن.

وعندما بلغت ابنته عامها الثاني، كان قد أسس روتينًا راسخًا، وتمتع بالوقت الذي قضاه معها، ولم يكتف بهذا فحسب، بل بدأ عملًا حرًّا في مجال تكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى مهامه المنزلية الأخرى. أما زوجته التي أجبرها عملُها على الغياب عن المنزل فقد غمرها الرضا عن جلين، وافتخرت بقدرته على التأقلم وإدارة شؤون المنزل في غيابها، وخاصة فيما يخصّ تربية ابنتهما، وصارت تمضي معهما أجمل الأوقات بعد العمل وفي عطلة نهاية الأسبوع. 

حدد نوع الوالد والشريك الذي تريد أن تكونه بناء على قيمك وشخصيتك، واستفد من العديد من موارد تنشئة الأبناء الموجودة على الإنترنت وفي الكتب والمجلات والفصول الدراسية، ناقش الموضوع مع الأصدقاء والعائلة والآباء الآخرين، واستفد من تجاربهم في هذا الصدد، ولا تنسَ أن الأجداد موردٌ رائعٌ للتجارب والمعلومات نظرًا لخبرتهم الحياتية والأسرية.

إن متابعة أسرتك ونموها يتطلب استراتيجيات وروتينًا للمهام اليومية والمتطلبات والمستلزمات والأعمال المنزلية، ولكيلا يكون الحمل كله على عاتقك يمكنك صياغة روتين يومي يأخذ أولادك بعين الاعتبار، فحتى الأطفال الصغار يمكنهم المساهمة في الحفاظ على تماسك الأسرة ونجاحها. 

لكن ماذا عن المهام التي لا تحب توليها؟

 الأمر بسيط، تستطيع إحضار شخص آخر لتنفيذ المهام التي تشعر بأنها تبدد طاقتك مثل التنظيف أو التسوّق أو الطهي، بحيث يمكنك التركيز على المجالات التي يصبُّ فيها اهتمامك.

عليك بتغذية علاقتك مع الشريك، من خلال قضاء وقت معه ومع أطفالك، ومشاركته كل ما تشعر به أو تريد التعبير عنه، وتقديم الدعم له في الوقت المناسب وبلا تردد؛ كن كريمًا معه.

 

المفتاح الثالث: الإدراك

إن معرفة أنك محبوب من قبل عائلتك يدفعك للعمل بمستوى أعلى، ويجعلك تحافظ على شغفك ودقتك في الشؤون العائلية في نفس الوقت.

وهكذا تمضي على الطريق الصحيح، مما ينعكس على حياتك في جميع نواحيها، إذ سيؤمن الدفء المنزلي لك الطاقة الإيجابية والشعور بالأمان، فأنت وسط أحب الناس إلى قلبك وأكثرهم أهمية، وسيكون لهذه العلاقة القوية والثقة والاحترام المتبادل تأثيرها الكبير؛ يكفي أنها تمدّك بالدعم في لحظات يأسك أو تعبك، وبالآراء الصادقة البعيدة عن مصالح العمل وحساباته.

ستوفر لك عائلتك ودائرة صغيرة من الأصدقاء المقرّبين الحبَّ غير المشروط والتشجيع الضروري لتنمية ذاتك، والأهم أنها تمنحك مساحة يمكنك فيها ارتكاب الأخطاء والهفوات، حيث تُظهر نقاط ضعفك ومشاعرك الحقيقية، دون خوف من سخرية الآخرين، أو غضب رب العمل أو انزعاج زملائك.

وتقديرًا لذلك، اسعَ جاهدًا لتوفير نفس طبيعة الأمان والدعم لأطفالك، وشريك حياتك وأصدقائك المقربين.

إذًا، عليك إنشاء بيئة منزلية دافئة ومرنة من خلال تحديد أولوياتك، فالأولى قضاء وقتك الثمين مع أفراد عائلتك الذين يساعدونك على إخراج أفضل ما فيك، ومن ثم يأتي الصديق المقرّب الذي يسمح لك بالتصرّف على سجيتك ويدعمك على كافة الصعد والمستويات.

كذلك شجّع أطفالك على الحفاظ على هذا النوع من العلاقات وتطويرها، ليس فقط مع أقرانهم إنما مع البالغين ممن يُوثق بهم أيضًا، وهم لن يجدوا صعوبةً في ذلك إذا كان لديك دائرة أوسع من العلاقات الأسرية أو الصداقات القوية.

 

المفتاح الرابع: السلام وراحة البال

إن شعورك بالراحة الذاتية والطمأنينة التي بنيتها مع عائلتك يمنحك شعورًا بالسلام وراحة البال، والسلام هنا لا يعني تجنب المعارك، إنما هو حالة وعي شخصي راسخ وتقدير حقيقي لتاريخك وجهدك الهام والفريد من نوعه.

انظر لـ"بيج"؛ نائبة رئيس شركة موارد بشرية، وأم لأربعة أولاد، وامرأة ناجحة في عملها. كانت "بيج" سعيدة في زواجها ومهنتها حتى وفاة والدتها، عندما كان عمر طفلها الكبير اثني عشر عامًا، ورغم أنها لم تكن قريبة من والدتها، إلا أن وفاتها أدخلتها في دوامة يأس كبيرة، إذ فقدت الثقة في قدرتها المهنية، وساءت علاقتها الزوجية، ووجدت نفسها تتعامل مع اضطرابات المراهقة التي يمرّ بها أبناؤها.

ولتتخلص من هذا كله، لجأت بيج لمساعدة معالج اختصاصي، وبعد الاعتراف بشعورها بتأنيب الضمير لابتعادها عن والدتها والبكاء على خسارتها، بدأت بالتعافي. لقد استعانت بمدرب حياة لمساعدتها على الخروج من أزمتها، وإعادة السلام المفقود إلى حياتها، الذي ظنت أنه ولّى إلى الأبد.

إن مفردة السلام على الصعيد الشخصي تعني الوعي والقبول الذاتي، ولكي تعكس تجربتك على أسرتك، وأولادك خصوصًا، حاول تذكر أحداث وتجارب طفولتك، ففهم قصتك الشخصية والعودة إلى سنّ أولادك نفسه، سيساعدك في فهم الحاضر ومغفرة بعض أخطائهم وفهم تصرفاتهم بصورة أفضل، وفي الوقت نفسه سيزيل آلام الماضي ومعاناته إن وجدت، وسيساعدك على التصالح معه، والصفح عمن سبب الأذى لك.

ستحررك هذه المراجعة وتأخذ بيدك لتكون شريكًا وأبًا وصديقًا أفضل. حقق حالة السلام هذه من خلال تقبّل حدودك، ومعرفة إمكانياتك، والاعتراف بأخطائك، وإدراك أن تجاربك بشقيها السلبي والإيجابي جعلتك على ما أنت عيه اليوم.

 

المفتاح الخامس: الحضور

جرّب حرية الحضور والتصرف على سجيتك، فلا تكن كمن يؤدي دورًا ما، لأن التصرف على طبيعتك سيُشعرك بالراحة والصدق والثبات، أما التصرف بخلاف طبيعتك فلن يؤدي إلا إلى المزيد من الضغوط الداخلية، وسيُضعف من صورتك التي تُظهرها للعالم.

عندما تتصرف وتقول أشياء لا تعكس حقيقة مشاعرك وأفكارك، فأنت تخالف نفسك في المقام الأول، فالتصرف المناقض لشخصيتك وقيمك يستنزف طاقتك ويغمرك بالقلق والهواجس، لذلك اجعل حضورك نابعًا من سلوك حقيقي يتوافق وطبيعتك الداخلية وقيمك الشخصية.

ولأن كل عائلة فريدة من نوعها، كن والدًا من النوع الذي يصل مرحلة الأبوة بشكل تلقائي، وعندما تتصرف وفق نهجك وأفكارك وتفي بالتزاماتك العائلية من صميمك، سيجدك الآخرون رائعًا، وسيُكبرون فيك اهتمامك بعائلتك.

كن حاضرًا بين جدران منزلك بقوة من الناحية النفسية، أقحم نفسك في روتين أسرتك واجلس بجانب طفلك قبل نومه وعانقه أو اروِ له قصة؛ أظهر لأفراد أسرتك محبتك لهم بشكل دائم.

وانتبه فالتصرف على سجيتك وحضورك الحقيقي لا يعني أن تقول أي شيء تريد قوله أو أن تفرط في غضبك إن كنت حانقًا، فسلوكك يؤثر على أفراد عائلتك، وقد يزعزع الجو الودي الذي رويته عرقًا وجهدًا كبيرًا. افهم تأثير سلوكك على الآخرين، واستمع لشريك حياتك أو صديقك المقرّب عندما ينبهك إلى صفة سلبية موجودة فيك أو في سلوكك، وحاول فهم تأثيرها السلبي، واعتذر عنها عند اللزوم، أو اعمل على تغييرها بما يعبّر عن قيمك وأخلاقك.

 

المفتاح السادس: المثابرة

عليك أن تطوّر العادات والروتين الأنسب لتحقيق أهدافك، وأن تحافظ على مستوى عالٍ من الأداء، وهذا لن يتم دون وجود نية مسبقة وهدف واضح تضعه نصب عينيك، كما عليك مواصلة التزامك العائلي لتكون الشخص الأفضل في عيون أحبابك. هذه المثابرة ستتيح لك الوصول إلى قمة عطائك، سواء في العمل أو في المنزل.

وبما أن التصميم والكلام دون أفعال لن يجدي نفعًا، باشر بالأفعال، فالنوايا الحسنة غير كافية، وحدها أفعالك اليومية تنشر الحب في منزلك، لذلك واصل جهودك وحدد أولوياتك المنزلية، ورسّخ بعض العادات التي تجمع أفراد العائلة وتزيد الألفة والدفء والمودة، اجعلها طقوساً عائلية راسخة في حياة أسرتك.

لا شيء يجعل جدول عملك مزدحمًا يفيض بالواجبات المنزلية دون إيجاد ساعة فراغ كافتقارك إلى الانضباط والمثابرة، فالمثابرة تساعدك في زيادة الوقت المخصص للعائلة وجعله نوعيًا بكل معنى الكلمة، وبها سيصبح منزلك هو فردوسك الصغير الذي تتحرق شوقًا للعودة إليه بعد يوم عمل طويل. وفي هذا الصدد، يمكننا القول إن ترك العمل في وقت مبكر لقراءة قصة ما قبل النوم لأطفالك مثال حيّ على المثابرة العائلية.

إن مثابرتك دافعٌ لأفراد أسرتك على التغيير الإيجابي، فتأثيرك سيكون واضحًا على قواعد الأسرة وحدودها، ولا شك أن القواعد الواضحة والمتسقة ستوفر لأطفالك الاستقرار والأمان.

ساعدهم في تكوين عادات يومية مثل غسل الأطباق أو تناول الطعام في الأوقات المحددة للوجبات، واستفد من التكنولوجيا من خلال استخدام تطبيقات الهواتف الذكية أو التقاويم الالكترونية لإنشاء إطار تنظيمي يحافظ على الالتزامات العائلية في مسارها الصحيح، لا تتراخَ في متابعة الخطط العائلية الموضوعة.

 

استخدم مهاراتك القيادية

كن الوالد الذي تحب أن تكونه عن طريق توضيح قيمك وأولوياتك ودمجها في التجربة الجماعية لعائلتك، وإذا كنت قادراً على التخطيط الدقيق فلن تجد صعوبة في استخدام المهارات القيادية للسير بعائلتك نحو مستقبل مشرق، والحفاظ على الإطار العائلي الذي تهدف إليه.

 

احترام الشريك

لا تهمل رأي شريك حياتك، وتواصل معه بصدق وصراحة، واحترم وجهة نظره وتوصّل معه إلى حلول ترضي جميع أفراد العائلة، في حال مواجهة مشاكل كبيرة.

 

لا تهمل صحتك

لا يمكنك تحقيق أفضل النتائج إذا كنت مستنفَذًا من الناحية الذهنية أو العاطفية أو الجسدية. اعتنِ بنفسك وحافظ على مزاجك طيبًا، وثابر على أنشطة تُغني عقلك وتفيد صحتك وادمجها في روتينك اليومي. غذِّ جسدك وروحك لتُقدم أفضل ما عندك.

 

نبذة عن المؤلفين

كريستيان ماركولي: خبير دولي في مجال الأداء العالي المستدام، ومدرب معتمد للمدراء التنفيذين، ورواد الأعمال، والمشاهير، ونخبة الرياضيين. 

تاريناواجشال: مدربة مواهب، ومدوِنة، ومؤسسة شركة تدريب.

 

ملاحظة: تجدون هذا الملخص وما يزيد عن 20 من الملخصات الأخرى في كتاب خلاصات المكتبة، ويمكنكم الاطلاع على العديد من ملخصات الكتب وأفكارها في هذه المدونة.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ملخص كتاب الحرية المالية

غلاف كتاب الحرية المالية   ملخص كتاب الحرية المالية جرانت سباتير ترجمة م. كنان القرحالي   المال هو الحرية سبعة مستويات للحرية المالية 1. الوضوح: عندما تعرف موقعك ووجهتك. 2. الاكتفاء الذاتي: عندما تكسب من المال ما يكفي لتغطية نفقاتك. 3. ال متنفس: عندما تخرج من دوامة العيش من مرتّب إلى مرتب. 4. الاستقرار: عندما تغطي ستة أشهر من خلال ادخار نفقات المعيشة وسداد الدَين السيئ مثل ديون بطاقة الائتمان. 5. المرونة: عندما تستثمر ما يغطي نفقات المعيشة عامين على الأقل. 6. الاستقلال المالي: عندما يمكنك العيش من الدخل الناجم عن استثماراتك ما دمتَ حيًا، لذا يصبح العمل اختياريًا. 7. ثروة وفيرة: عندما تكون لديك أموال أكثر مما ستحتاج إليه في أي وقت (الشكر للكاتب العظيم والصديق جيه دي روث مؤلف كتاب حقق الثراء بروية الذي كانت مستوياته إلهامًا لهذه المستويات).   الوقت أغلى من المال 1. المال غير محدود، أما الوقت فهو محدود، لذلك لا تهدر الوقت. 2. ينطوي نهج التقاعد التقليدي على ثلاث مشكلات رئيسة:         I.    ...

مبدأ 20-80 الخارق: طريقك إلى النجاح والثراء

Pareto principle مبدأ باريتو ت: كنان القرحالي طوّر الفكرة الاقتصادي الإيطالي فيلفريدو باريتو في أوائل القرن العشرين إثر ملاحظته لنمط يحدث بصورة طبيعية في جميع جوانب الحياة تقريباً، وهو يشير باختصار إلى أن 20% من أي مجموعة مسؤولة عن 80% من نجاح المجموعة في أي فئة معيّنة.     - يُنتج 20% من العمال 80% من المنتج   - يبيع 20% من فريق المبيعات 80% من المبيعات   - تجلب 20% من المنتجات 80% من الإيرادات   - يمتلك 20% من السكان 80% من الثروة - يفوز 20% من الفرق في الدوري بـ 80% من البطولات إن هذا المبدأ يتعارض مع غرائز معظم الناس لأننا نميل إلى افتراض العدالة والمساواة، فإذا عمل خمسة أشخاص في فريق ما نفترض أنهم سيتشاركون العبء بالتساوي، لكن الحقيقة هي أنهم لن يفعلوا هذا.    وإذا احتجنا إلى جمع 10,000 دولاراً من مجموعة من عشرة مانحين نظن أنه إذا تبرّع كل شخص بمبلغ 1000 دولاراً سنحصل على المبلغ المطلوب، لكن الأمور لا تجري بهذه الطريقة على الإطلاق لأن بعض الناس لن يقدّموا شيئاً، وعادة ما نحصل على حوالي 8,000 دولاراً من شخصين فقط في المجموعة.  ...

اعمل بستانياً إذا كنت تحبّ الزهور

يحارب كلّ إنسان في العالم أحداً ما، وتجد إنساناً أقل شأناً من الآخر، ولا وجود للحبّ والاحترام والفكر، فكلّ فرد يريد أن يصبح ذا شأن؛ يريد عضو البرلمان أن يصبح رئيسه والوزير أن يصبح رئيس وزراء وهكذا دواليك. هناك قتال مستمر ومجتمعنا مبني على الكفاح المستمر للإنسان ضد أخيه الإنسان، ويدعون هذا الكفاح طموحاً. يقولون لك: يجب أن تكون طموحاً وذا شأن، أو عليك أن تتزوجي رجلاً غنياً، أو يجب أن تراعي اختيار أصدقائك. أي أنّ الجيل الأكبر سنّاً يحاولون أن يجعلوك مثلهم رغم ما يعتريهم من هلع وما تعج به قلوبهم من قبح، والمفارقة أنّك تريد أن تصبح مثلهم لأنّك مفتون بالمظاهر من حولك، فأنت تشاهد بانفعال كيف ينحني الجميع عندما يدخل الحاكم مجلساً ما. لذا من المهم جداً إيجاد المهنة المناسبة، وأقصد بالمهنة أمر تحبّ فعله، ويجب أن يكون هذا أمراً طبيعياً، فبعد كلّ شيء هذه هي الوظيفة الحقيقة للمدرسة، أي مساعدتك على تكوين شخصيتك بصورة مستقلة بحيث لا تكون طموحاً وتعرف كيفية إيجاد المهنة الأنسب لك، لكنها تشجع الطموحين والإنسان الطموح لن يجد مهنته الصحيحة أبداً. إنّ العمل في مهنة تناسب شخصيتك بصورة مثالية ل...