التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من مايو, 2019

من هو الفراجيليستا

بقلم: نسيم طالب ت: كنان القرحالي كرتون لنسيم طالب تقوم فكرتنا على تجنّب التدخل في الأشياء التي لا نفهمها، لكن هناك بعض الناس يقومون بالعكس؛ ينتمي الفراجيليستا إلى تلك الفئة من الناس الذين يرتدون بدلة وربطة عنق في العادة، غالباً أيام الجمعة، وهو يواجه نكاتك بجدية جليدية، وتغزوه مشاكل الظَهر مبكّراً في الحياة بسبب كثرة الجلوس على المكتب أو ركوب الطائرات ومطالعة الصحف، وهو منخرط على الأغلب في طقوس غريبة يسمونها "اجتماعات" وبالإضافة إلى هذه الصفات، فهو يهمل التفكير فيما لا يراه، أو يعتبر أنّ ما لا يراه غير موجود في الأساس، وهو يميل للتعامل مع المجهول كأمر لا وجود له. يقع الفراجيليستا ضحية الوهم الهارفارد سوفيتي والمبالغة (غير العلمية) للوصول إلى المعرفة العلمية، وبسبب هذا الوهم يمكن تسميته بالعقلاني الساذج أو الممنطق للأمور أو أحياناً عقلاني فحسب، بمعنى أنّه يعتقد بإمكانية الوصول إلى الأسباب الكامنة خلف الأشياء بشكل تلقائي، لكن دعونا لا نخلط التمنطق بالعقلانية، فهما على طرفي نقيض تقريباً. بالنسبة للأمور خارج حدود الفيزياء أو في المجالات المعقّدة، تنحو الأسباب ...

كائنات ميتة في عباءة الفضيلة

بقلم: كريشنامورتي ت: كنان القرحالي تريد الرغبة إشباعها في كلّ اتجاه، ووسائل الإشباع جذابة للغاية لكنها تناقض بعضها، لذا نعيش ونسير وفق نموذج وننافس لإشباع رغباتنا لكننا نُحبط في النهاية. هذه هي حياتنا. يقمع البعض رغباته، كأن يقول لك إذا رأيت امرأة أدر ظهرك لها، ولا تكن حساساً لشيء سواء أكان موسيقى أو جمال، وأولاً وقبل كلّ شيء إياك والنظر إلى امرأة؛ هذه هي حياة الرجل العادي والذي هو عبد للمجتمع! لكن لن يتحرر الإنسان من الخضوع أو الخوف إن لم يفهم الرغبة ويتوقف عن قمعها؛ تعرفون ما يحدث عند قمع شيء ما، لأنّ القلب يصبح متبلّداً، وهذا حال الرهبان الهاربين من الحياة، كم هم فاترو العاطفة نتيجة عيشهم في انضباط صارم؛ تجدهم يتحدثون عن الحبّ كثيراً لكنهم يغلون من الداخل لأنّ رغباتهم لم تعرف إشباعاً ولم تُمنح فرصة لفهمها، إنّهم كائنات ميتة في عباءة الفضيلة. على المرء معرفة وتعلّم كلّ شيء عن الرغبة فلا يخنقها إنما يفهمها ويتصرّف. من كتاب لا تصدق الكذبة

الحياة والتأمل

بقلم: كريستا تيبت ت: كنان القرحالي تقدّمَ جون كابات زين ( Jon Kabat-Zinn ) نحو التأمل أثناء دراسته للبيولوجيا الجزيئية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ( MIT )، وهو يقول بأنّ العلماء هم أفضل المتأملين لأنّ مصدر راحتهم هو معرفة ما لا يعرفونه سابقاً. بالنسبة له فالتأمل طريق للمعرفة وللتوفيق بين طاقاتٍ تعايشت مع بعضها بصعوبةٍ في طفولته في ظلّ والده العالِم وأمه الرسامة، وقد وصل إلى شعورٍ بأنّ ما تعلّمه يجب أنْ يكون في متناول الجميع وأنه يجمع بين العلاج من الأمراض والإجهاد والتوتر، وقد أنشأ في الثمانينات ما دُعي بتنبيه الذهن على أساس الحد من التوتر ( Mindfulness Based Stress Reduction ) مما ساهم في تحوّل الطب الغربي الذي كان ما يزال في طور التكشف. ’’ما تُقدمه هذه التقنيات النفسية الداخلية لنا هي فرصةٌ للعودة باستمرارٍ إلى أعمق وأفضل ما بداخلنا، وهو ما لا تحتاج لارتياد جامعاتٍ مثل هارفارد أو تعمل لعشرين عام في المزارع كي تصل إليه، فأنت تملكه أساساً، والجسد يُمثل جزءاً كبيراً منه؛ وهكذا فالتمارين الذهنية سواء كنت تؤديها بشكلٍ منتظمٍ أو تمارس التأمل بوضعية الجلوس أو الاستلقاء وت...