بقلم: كريشنامورتي
ت: كنان القرحالي
تريد الرغبة إشباعها في كلّ اتجاه، ووسائل الإشباع جذابة
للغاية لكنها تناقض بعضها، لذا نعيش ونسير وفق نموذج وننافس لإشباع رغباتنا لكننا
نُحبط في النهاية.
هذه هي حياتنا. يقمع البعض رغباته، كأن يقول لك إذا رأيت
امرأة أدر ظهرك لها، ولا تكن حساساً لشيء سواء أكان موسيقى أو جمال، وأولاً وقبل
كلّ شيء إياك والنظر إلى امرأة؛ هذه هي حياة الرجل العادي والذي هو عبد للمجتمع!
لكن لن يتحرر الإنسان من الخضوع أو الخوف إن لم يفهم الرغبة
ويتوقف عن قمعها؛ تعرفون ما يحدث عند قمع شيء ما، لأنّ القلب يصبح متبلّداً، وهذا
حال الرهبان الهاربين من الحياة، كم هم فاترو العاطفة نتيجة عيشهم في انضباط صارم؛
تجدهم يتحدثون عن الحبّ كثيراً لكنهم يغلون من الداخل لأنّ رغباتهم لم تعرف
إشباعاً ولم تُمنح فرصة لفهمها، إنّهم كائنات ميتة في عباءة الفضيلة.
على المرء معرفة وتعلّم كلّ شيء عن الرغبة فلا يخنقها إنما
يفهمها ويتصرّف.
من كتاب لا تصدق الكذبة