من كتاب سيكولوجية المال
مورجان هاوسل
ت: كنان القرحالي
ابذل قصارى جهدك لتكون متواضعًا عندما تسير الأمور على ما يرام، ولتكون متسامحًا/رحيمًا عندما تسوء الأمور.
لأن الأمور ليست جيدة أو سيئة بقدر ما تبدو عليه، والعالم كبير ومعقّد.إن الحظ والمخاطر حقيقية ويصعب تحديدها، وعليك أن تأخذها في الحسبان عند الحكم على نفسك وعلى الآخرين. احترم قوة الحظ والمخاطرة، وستكون لديك فرصة أكبر للتركيز على الأشياء التي يمكنك التحكم فيها، كما سيكون لديك فرصة أفضل للعثور على نماذج صحيحة لتقتدي بها.
غرور أقل، وثروة أكبر. إن ادخار المال هو الفجوة بين غرورك ودخلك. الثروة هي ما لا تراه، لذلك تبني الثروة من خلال كبح ما يمكنك شراؤه اليوم، من أجل الحصول على المزيد من الأشياء أو المزيد من الخيارات في المستقبل.
بغض النظر عمّا تكسبه، فإنك لن تبني ثروة أبدًا ما لم تتمكن من وضع حد لمقدار المتعة التي توفرها أموالك الآن.
إدارة أموالك إدارة تساعدك على النوم ليلًا. يختلف هذا عن القول إنه يجب أن تهدف إلى تحقيق العوائد الأعلى أو ادخار نسبة معيّنة من دخلك. لا ينام بعض الناس جيدًا إلا إذا كسبوا أعلى العائدات، ولن يحصل الآخرون على الراحة إلا إذا استثمروا استثمارًا متحفظًا ، ولكل شخص ما يناسبه. لكن الأساس القائم على "هل هذا سيساعدني على النوم ليلًا؟" هو أفضل دليل عالمي لجميع القرارات المالية.
إذا كنت تريد أن تنجز أفضل بصفتك مستثمرًا، فإن أفضل ما يمكنك فعله هو زيادة أفقك الزمني. الوقت هو القوة الأبرز في الاستثمار، وهو ما يجعل الأشياء الصغيرة تنمو لتصبح كبيرة، وهو ما يمحو أثر الأخطاء الكبيرة، ومع أنه غير قادر على تحييد الحظ والمخاطر، لكنه يدفع النتائج لتكون أقرب إلى استحقاق الناس.
كن متسامحًا مع الكثير من الأمور التي تجري جريًا خاطئًا. يمكنك أن تكون مخطئًا وقتًا طويلًا وتحقق ثروة مع ذلك، لأن قلة صغيرة من الأشياء هي المسؤولة عن غالبية النتائج. بغض النظر عمّا تفعله مع أموالك، يجب أن تنعم براحة البال مع الكثير من الأشياء التي لا تنجح. هذه هي حقيقة العالم، لذلك يجب عليك قياس نجاحك من خلال النظر إلى محفظتك كاملة بدلًا من الاستثمارات الفردية، ولا بأس في الأمر إن كان لديك جزء كبير من الاستثمارات السيئة، وقلة من الاستثمارات المذهلة.
عادة ما يكون هذا أفضل سيناريو، فتقييم ما فعلته من خلال التركيز على الاستثمارات الفردية يجعل الاستثمارات الناجحة ذكية أكثر مما عليه في الحقيقة، والاستثمارات المخفقة مثيرة للندم أكثر مما ينبغي.
استخدم المال للتحكم بوقتك، فعدم التحكم بوقتك يمثّل عائقًا كبيرًا في وجه السعادة على الصعيد العالمي. إن القدرة على فعل ما تريد، وقتما تريد، ومع من ترغب، وطالما ترغب هي العائد الأكبر الموجود في عالم المال.
كن ألطف وأقل بهرجة. لا أحد معجب بممتلكاتك بقدر إعجابك بها. قد تعتقد أنك
تريد سيارة فاخرة أو ساعة جميلة، لكن ما تريده على الأرجح هو الاحترام والإعجاب، وكثيرًا
ما يمكنك اكتساب هذه الأشياء من خلال اللطف والتواضع أكثر من القوة الحصانية
والطلاء بالكروم.
ادخر، فقط ادخر، ولا تحتاج إلى سبب معيّن لتدخر. من الرائع الادخار من أجل شراء سيارة أو لتأمين دفعة أولى لها، أو لحالة طبية طارئة، لكن الادخار للأشياء التي يستحيل التنبؤ بها أو تحديدها هو أحد أفضل أسباب الادخار. إن حياة كل فرد سلسلة مستمرة من المفاجآت، والمدخرات غير المخصصة لأي شيء بعينه هي تحوط ضد نكبات الحياة التي قد تداهمك في أي وقت.
حدد ثمن النجاح وكن مستعدًا لدفعه. لأنه لا يوجد شيء جدير بالاهتمام مجاني، وتذكر أن معظم الأثمان المالية ليس لها ملصق سعري. إن عدم اليقين والشك والندم هي أثمان شائعة في عالم التمويل، وهي تستحق الدفع في كثير من الأحيان، لكن عليك أن تنظر إليهم على أنهم رسوم (ثمن يستحق الدفع مقابل الحصول على شيء لطيف بالمقابل) وليس غرامات (عقوبة يجب تجنبها).
لا تهمل مجال الخطأ. إن الفجوة بين ما يمكن أن يحدث في المستقبل وما تحتاج حدوثه في المستقبل من أجل النجاح؛ هو ما يمنحك القدرة على التحمل، والتحمل هو ما يجعل السحر يتضاعف بمرور الزمن. كثيرًا ما يبدو مجال الخطأ بمثابة تحوط متحفظ، ولكن إذا أبقاك في اللعبة، فسيكون بإمكانه أن يعوّض عن خسائر التحفظ أضعافًا عدّة.
تجنّب الأهداف المتطرفة للقرارات المالية. ستتغيّر
أهداف ورغبات الجميع مع مرور الوقت، وكلما كانت قراراتك السابقة متطرفة أكثر قد
تندم عليها بفضل تطوّرك.
يجب أن تحب المخاطرة لأنها
تؤتي ثمارها مع مرور الوقت. ولكن
ينبغي أن تكون مرتابًا بشأن المخاطر المدمرة، لأنها ستمنعك من المخاطر المستقبلية
التي ستؤتي ثمارها مع مرور الوقت.
حدد اللعبة التي تلعبها، وتأكد من عدم تأثر أفعالك بالأشخاص الذين يلعبون ألعابًا مختلفة.
احترم الفوضى. يمكن للأشخاص الأذكياء والمطلعين والعقلاء أن يختلفوا في التمويل، فكل شخص لديه أهداف ورغبات مختلفة تمامًا عن الآخر، ولا توجد إجابة محددة صحيحة، إنما الإجابة التي تناسبك فحسب.