من كتاب العائد الأعظمي للقائد
جذب وتطوير ومضاعفة القادة
The Leader's Greatest Return
Attracting, Developing, And Multiplying Leaders
جون سي. ماكسويل
John C. Maxwell
سأتحدث عن صديقي بوب تايلور ومهارته في تحديد أفضل أنواع الأخشاب المناسبة لجيتاراته. لقد طوّر هذه المهارة عبر الزمن، فقد بدأ صانع جيتارات كهاوٍ عندما كان في المدرسة الثانوية، وعمل كصانع جيتارات بدوام كامل في العشرينات من عمره، ثم تطور إلى مؤسس مشارك لشركة تصنع الآن 40% من الجيتارات في الولايات المتحدة.
بوب قائد ممتاز، ولم يكن ليبني الشركة التي يمتلكها لو لم يكن كذلك. قبل بضع سنوات، وعندما دخل بوب أواخر الخمسينيات من عمره أدرك أنه بحاجة للبدء في البحث عن خليفة له. تقاعد مصمم الجيتارات لاري بريدلوف والذي لطالما صمم له جيتارات رائعة، وأدرك بوب أنه يحتاج إلى شخص يتولى المسؤولية عنه لتتمكن شركته من الاستمرار في النمو والتطور وصنع جيتارات للأجيال القادمة.
كانت رغبة بوب في العثور على شخص أفضل منه في صناعة الجيتارات، رغم أنه الرجل الذي أحدث ثورة في طريقة صناعتها. لكن رغبته هذه تعني أنه غير قادر على ترقية شخص من داخل مصنع تايلور. كان بحاجة إلى شخص مبتكر وذي أفكار أفضل من أفكاره.
يعتقد بوب أن الشخص الذي تعلَّم تعلماً ذاتياً سيفهم تفاصيل عمله أكثر من أي شخص تلقى تعليماً من الآخرين، لذلك جلس بوب ذات يوم وكتب مواصفات الشخص المنشود، وخلال مقابلة مع توني بوليكاسترو قرأ بوب السطور التي كتبها:
"أدعو الله أن أجد صانع جيتارات أفضل مني. أرجو أن يكون من العصاميين، ممن لم يتعلم صناعة الجيتارات من خلال العمل في مصنع آخر، وأن يكون عازفاً محترفاً يمكنه عزف أي لحن بلمح البصر، وأن يكون ممن يعزفون على خشبة المسرح في فرقة موسيقار ما. وأن يكون شخصاً رائعاً، وألا يمل أو تضعف همته بعد خمس عشرة سنة فيفسد ما فعله. أن يعرف تاريخ الجيتارات بالتفصيل الممل وكيفية تطور صناعتها، وأن يكون لديه عشرين عاماً من الخبرة، وألا يكون قد تجاوز الثلاثين عاماً... أوه ويجب أن يكون من سان دييغو!"
اعترف بوب أن قائمة طلباته مستحيلة. لا وجود لشخص يجمع كل هذه المواصفات، لكن المفاجأة الكبرى أن بوب قد وجده! اسمه آندي باورز. التقى بوب به في معرض الرابطة الوطنية لتجار الموسيقى (NAMM)، وهو أكبر معرض تجاري متخصص في صناعة الموسيقى.
كان آندي يعزف على الجيتار لفنان التسجيل المحترف جيسون مراز في كشك شركة تايلور في المعرض. وذات يوم وبعد أن أمضى فترة بعد الظهيرة معه، برزت قائمة بوب في رأسه أثناء قيادته للمنزل رغم أنها ظلت حبيسة الأدراج لأكثر من عام. أدرك بوب أن آندي يستوفي جميع المواصفات في قائمته حتى أنه يعيش في سان دييغو! واللافت أن آندي كان في الثامنة والعشرين من عمره وقد كان يصنع الجيتارات الحقيقية منذ سن الثامنة! يصف بوب هذا الأمر بمعجزة العصر الحديث. لقد وجد القائد المستقبل لشركة تايلور للجيتارات.
روى آندي ما قاله بوب له آنذاك: "ها هي الصفقة.. لن أبقى هنا إلى الأبد وأريد أن تستمر شركة تايلور في صناعة الجيتارات، وأريدها أن تكون شركة الأجيال القادمة. عندما أرحل من سيكون صانع الجيتارات هنا؟ انظر لقد بحثت في جميع أنجاء العالم ويبدو أنك صانع الجيتارات الذي أبحث عنه. يمكنك أن تأخذ وقتك، خذ أسبوعين أو عامين لا يهمني. يبدو الأمر كما لو أنه أنت أو لا أحد آخر!"
وافق آندي على عرض بوب، وأغلق متجره المخصص لصناعة الجيتارات، وأصبح جزءاً من شركة تايلور للجيتارات في عام 2011، وهو من سيخلف بوب في قيادة الشركة. يقول بوب: "أنا واثق أنني سأعهد إليه بكل شيء! آندي باورز هو أفضل صانع جيتار قابلته في حياتي".
لم يؤدِ دخول آندي إلى شركة تايلور إلى إنعاش مستقبل الشركة فحسب، إنما أدى إلى تحسين صناعة الجيتارات فيها بصورة واضحة. يقول بوب: "ما يمكنني تقديمه لعملائنا وللعملاء الجدد القادمين هو شخص يحب الغيتارات أكثر مما يحبونها. أشعر أن الجيل القادم سيرى جيتارات استثنائية في عالم صناعة الجيتارات. وسيكون آندي إحدى أهم الشخصيات في عالم صناعة الجيتارات".
وبفضل وجود آندي في الشركة أصبح بإمكان بوب السفر حول العالم لنشر التوعية والمساهمة في الحفاظ على الغابات القديمة ونشر ثقافة زراعة غابات جديدة.
يقول بوب: "لا يندرج الموضوع في إطار ’فكّر بها وستأتي على قدميها‘ لكنني أظن أنك إذا دوّنت بعض الأمور التي تريدها أحياناً ستراها على أرض الواقع، وإذا لم تفعل ستذهب أفكارك أدراج الرياح".